حفل شيطاني
رسالة لك أمي
يومها أخبرتني أنك تقيمين لي حفلاً غدا،
وكل أهلي حضور، جاراتنا وصديقاتي، عَزّة، ندى، وسُهى…
غمرتني سعادة،
وبطول الليل أُفكر… ماهي الهدايا؟ علبة حلوى؟ أم عروس أُداعبُ شعرها؟…
لاح الفجر وأشرق وجهي نورا…
الجميع هنا، خالتي سترسم لي الحناء… البنات يغنين ويشجين … طرباً أنا أرقص وفرحاً… وساعةٌ بفناءِ المنزل، أقضي الدقائق لهواً…
وإذا بسُهى تصرخ بأعلى صوتها! بالموس جرحتني… بالموس جرحتني… إختبئوا… إختبوا… إختبئوا منها، صاحبة الموس هنا!.
ضممتِني أمي بصدركِ الحنون…وفيه لي أمنا،
بيديك أخذتني وقلتي هذا يسمى ختانا…
ثم تركتني وحولي النساء، تجمّعنَ، كالوحوش تجمّعنَ، كالصقور حلّقنَ،
وفي غُرفتي على طاولةِ كرّاسِ الدرس نُفِّذَ حُكما، مع كرّاس الدرسِ نُفِّذَ حُكما، للعادة والتقليد نُفِّذَ حُكما، من أجلِ زوج المستقبل والعفِّةِ نُفِّذَ حُكما، لحديث البشرِ، لأقاويل البشرِ نُفِّذَ حُكما، وأخيراً… باسم الدين خُتنتُ أنا!
بلا إرادة، بلاوعي… بلا… بلا… وبلا، كل ذلك كان هُراء! كل هذا هُراء…
لون الحناء… كالدم المُتلطِّخ بين قدميّ، وجسدي النحيل يتصببُ عرقاً، ولحظة أرجف وتتجمدُ أطرافي برداً، وقلبي يبكي ألما…
في حفل شيطاني عذبتوني، وبحقي إرتكبتم جُرما،
بنت العشرين… بنت الجامعة… بنت الثلاثين… بنت الأربعين… حلمك وأُم أحفادك أنا…
هذي ذكراي…
بجوفي أُكررها، ويظل قلبي يذكُرها، للكل أذكُرها،
أسالك أُمي: لماذا كان الحكم قاسياً؟ لماذا الحكم كان قاسياً؟…
ولا أجدُ جوابا سوى دمعة!.