صورة للفتاة ضحية التحرش الجماعى بجامعة القاهرة
الواقعة قد تكون ليست الأولى لا فى جامعة القاهرة و لا فى الشارع المصرى و لا حتى ردود الأفعال تجاهها تمثل صدمة للأذن
فمن زمنٍ ليس بالبعيد فى عام 2011 فى واقعة سحل ” ست البنات” تشابهت الإتهامات التى و جهت لها مع التى وجهت ل”فتاة الجامعة”
و من أشهر ليست بالبعيدة وقتما وقعت حادثة التعرض لفتاة ب “مادية كاوية” سمعنا تبريرات لما جرى و حُمِلت الفتاة المسئولية كما نرى الاَن
و فى ذلك العيد الذى ليس عنا ببعيد .. لما سمعنا عن وقائع تحرش بالفتيات فى وسط القاهرة وجدنا هؤلاء يرددون الجمل ” الوقحة” و “المحفوظة” التى تصنع من المرأة كائناً يلهث وراء لذة لمس الجسد و يتوجه للمكان الذى يحققها له..وهذا شبيه بما يلوث أسماعنا هذه الأيام
وفى تظاهرات لم تكن ولن تكون بالبعيدة عنا فى أى وقت .. تظهر بالصور وقائع التحرش بالسيدات و البنات و هؤلاء أمام التلفاز يلعنون الفتيات وأهليهم و يبدو أن نفس الجالسين حينها أمام التلفاز هم ذاتهم من يجلسون الاَن و أفواههم لم تنطق بشئ غير.
و فى يوم ليس بالبعيد ربما يكون أمس أو أول أمس .. قرأ ذلك الشاب شهادة لفتاة عن تحرش تعرضت له فلم يبدى أى تعاطف ولم يتخيل أن سبباً وراء الواقعة سوى “ملابسها”
فتاة الجامعة … التى جاءت حادثتها المؤلمة لتكشف بوضوح مدى الإنحطاط الذى وصلنا إليه فى تبرير إنتهاك الأجساد بكل وحشية باللمس و التصوير والتعقب
رفعت الحادثة النقاب عن كم من العفن والتخلف لا حد له على كافة المستويات بداية من الطلبة الذى إرتكبوا فعلتهم مروراً بعموم الناس الذين تابعوا الواقعة و الإعلاميين وصولاً لصناع القرار
وإشترك الجميع من هؤلاء فى التبرير و فى ترديد الجملة الخمس المعهودة المرتبطة بأى واقعة إنتهاك جسدى ضد المرأة و تحديداً التحرش
وقبل أن نرصد ذلك التجنى الفاضح لكل هؤلاء نعود للواقعة نفسها
تلك الفتاة التى فى الصورة هى “فتاة الجامعة” ضحية التحرش دخلت جامعتها “جامعة القاهرة ” بإتجاه كلية الحقوق إلا انها و أثناء سيرها تعرضت للتحرش الجماعي في وسط الحرم الجامعي، وحاول المتحرشون تجريدها من ملابسها و قاموا بتصويرها أثناء الواقعة حاولت الفتاة الهروب و تمكنت من الوصول بعد عناء للحمام و أحتمت بداخله و لم تتمكن من الخروج إلا بعد تدخل أمن الجامعة الذى أخرجها من الجامعة .
ولولا أن مبادرة ” شفت تحرش” رصدت الواقعة و أعلنت عنها لما كنا إكتشفنا ما إكتشفناه وكانت مرت الحادثة دون أن تكون و ضاع حق الفتاة وظل هؤلاء المجرمون بفعلتهم يهنئون ويتفاخرون !
وبمجرد إعلان شفت تحرش عن الواقعة فى بيانٍ إعلامى … إهتمت وسائل الإعلام المختلفة بالواقعة و مرت قصة الفتاة بين وسائل الإعلام من أقصاها لأقصاها
و هنا تجلت الجمل الخمسة المعهودة من كل الأطراف :
الجملة الأولى : “أصل لبسها كان مستفز و هو السبب “
المدهش هذه المرة أن هذه الجملة جاءت على لسان رئيس الجامعة نفسه، رئيس جامعة القاهرة د.جابر جاد نصار الذى قال أن الفتاة بمجرد دخولها الجامعة خلعت عباءة كانت ترتديها فوق ملابس أخرى كانت سبباً فيما وقع !!
و على نفس نهجه خرج علينا الإعلامى تامر أمين عبر برنامجه على قناة روتانا مصرية ليلقى بالإتهامات على الفتاة و يحملها مسئولية ما حدث لها بسبب ” ملابسها” حيث قال أن ملابسها ليس لها علاقة بلبس الطلبة ولا لبس البنات و وصف ملابسها بملابس الراقصات وإنتقد إعتبار الطلبة مخطئين و ان ملابس الفتاة حرية شخصية !
و لم تبتعد كثيراً الإعلامية “شريهان أبو الحسن و التى قالت أنها توافق طبعاً على أن مثل هذه الملابس التى ترتديها الفتاة لا يصلح أن تكون داخل الجامعة ، ولا يصح أن يكون ملبسها “زائد عن الحد” و” ألوانه فاقعة” و”ضيقة”
و رغم أن جميعهم إشتركوا فى وجوب التحقيق فى الواقعة إلا أن ما مواقفهم تلك هى ذاتها المواقف التى حدثت من قبل مع ست البنات التى تناولها الكثير بالإتهام و حملوها مسئولية ما وقع عليها و إكتفوا بإضافة كلمة ” لابد من تحقيق فى الواقعة ” !
الجملة الثانية : ” إيه اللى وداها هناك “
هذه الجملة التى سمعناها مع ” ست البنات” من قبل و سمعناها مع الفتيات اللاتى كن يشاركن فى التظاهرات و يتعرضن للتحرش .
لكن هنا نسمعها فى مجال جديد طالبة فى جامعتها
تجد من يقول “إيه للى وداها هناك” لكن هذه المرة تبعها الكثير بجملة اخرى ” اللى زى دى ميدخلش جامعة”
و كأنهم لم يروا من قبل صوراً لجامعة القاهرة فى الخمسينيات و الستينيات و لم يروا كيف كانت ملابس الفتيات أنذاك و لم يكن أحد ينظر لهن حتى .. لم يروا أن الماضى كانت فيه الأخلاق عنوان و الاَن الوقاحة و التمادى فى تبرير إنعدام الأخلاق هما العنوان.
جامعة القاهرة 1959